يُستَخدَم مفهومُ العُدْوان في علم النفس وحقوله المختلفة للدلالة على استجابةٍ يردُّ بها المرء على الخَيْبة والحرمان؛ وذلك بأن يُهَاجِم مصدر الخيبة أو بديلاً عنه.
ومصطلح العدوانية يتضمَّن ثلاثة مفاهيم أساسية، هي:
العدوان: ويقصد به الهجوم الصريح على الغير أو الذات، ويأخذ الشكل البدني، أو اللفظي، أو التهجم "العدوان الصريح".
العدوانية: ويقصد به ما يحرِّك العدوان وينشطه؛ ويتضمَّن: الغضب، والكراهية، والحقد، والشك، وهو ما يسمَّى بالعدوان المضمر أو الخفي.
الميل للعدوان (نزعة عدوانية): ويقصد به ما يوجه العدائية؛ أي إنه حلقة تَربِط بين العدائية كمحرِّك، والعدوانية كسلوك فعلي.
• أيضًا يُمكِن تعريفُ العدوان بأنه السلوك الذي يؤدِّي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالغير، وقد يكون الأذى نفسيًّا (على شكل الإهانة، أو خفض القيمة) أو جسميًّا.
ومن العدوان غير الناتج عن الاستفزاز، وهي الحالة التي يحاول فيها الطفل السيطرةَ على أقرانه عن طريق الإيذاء الجسمي (الضرب، أو اللكم، أو الرفس، أو رمي الأشياء، أو الدفع، أو البصق)، والهجوم اللفظي (إطلاق الأسماء - الإغاظة - الشتم - التسلط - ملاحظات التحقير - التشاجر - التهديد بالإيذاء).
والطفل العدواني على نحو شديد ومستمر يَمِيل لأن يكون قهريًّا ومتهيجًا، وغير ناضج، وضعيف التعبير عن مشاعره، ولديه توجُّه عملي، وهو أيضًا متمركز حولَ الذات، ويَجِدُ صعوبةً في تقبُّل النقد أو الإحباط، والأطفال الأقل ذكاءً وُجِد أنهم أكثرُ ميلاً للعدوان؛ ربما لأن الطرق المنظمة في حل الصراع أكثر صعوبة في تعلُّمها.
• والعدوان أيضًا سلوك مقصود يَستَهدِف إلحاق الضرر أو الأذى بالغير، وقد ينتج عن العدوان أذًى يُصِيب إنسانًا أو حيوانًا، كما قد ينتج عنه تحطيمٌ للأشياء أو الممتلكات، ويكون الدافع وراء العدوان دافعًا ذاتيًّا، ويمكن القول: إن سلوك العدوان يظهر غالبًا لدى جميع الأطفال وبدرجات متفاوتة، وإن ظهور السلوك العدواني لدى الإنسان يعدُّ دليلاً على أنه لم يَنضَجْ بعدُ بالدرجة الكافية، التي تجعله ينجح في تنمية (الضبط الداخلي) اللازم للتوافق المقبول مع نظم المجتمع وأعرافه وقيمه، وأنه عجز عن تحقيق التكيف والمواءمة المطلوبة للعيش في المجتمع، وأنه لم يتعلَّم بالدرجة الكافية أنماطَ السلوك اللازمة لتحقيق مثل هذا التكيف والتوافق.